شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
ذكر الحكم والعبر في بعض مخلوقات الله تعالى
...............................................................................
كذلك أيضا بقية المخلوقات فيها أيضا عظة وعبرة.
مر بنا ذكر الرياح التي يرسلها الله تعالى كما يشاء هذه من آيات الله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مر بنا أيضا من آيات الله إنشاء هذه السحب الكثيفة المتراكمة التي تحمل المطر كثيرا أو قليلا، ويسمع لها هذا الصوت صوت الرعد، ويرى هذا البريق الذي هو البرق آية من آيات الله، لا يقدر على إنشائها إلا الله، يرسلها إلى ما يشاء. فتارة يحصل بها الغرق، وتارة يحصل بها المطر، وتارة يحصل بها نوع من المطر وإن كان قليلا، ويصرِّفها الله تعالى ويرسلها حيث يشاء إلى هذه البلدة والتي إلى جانبها لم يصبها شيء آية من آيات الله.
كذلك أيضا مر بنا الكلام في هذه النجوم التي يسيرها الله تعالى، ويرسلها. يقول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك أيضا مر بنا كلام حول الشمس والقمر، وكيف سخر الله تعالى هذه الأفلاك وسيرها بحيث أن هذه الشمس تطلع كل يوم وتنير على ما طلعت عليه، وأن هذا القمر ينير إذا كان في وسط الشهر نورا ساطعا ظاهرا يستضيء به الناس، ويسيرون في ضوئه؛ آية من آيات الله وفيها أيضا فائدة معرفة الحساب رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وهكذا أيضا خلق السماوات والأرض. كيف خلق الله هذه السماوات بهذا الارتفاع، وأخبر بأنها سبع سماوات، وأن كل سماء فوقها أخرى إلى سبع، وكذلك خلق هذه الأرض الأرض التي نحن عليها، والتي نشاهد اتساعها ونشاهد ما فيها أيضا من الآيات. إذا سرت فيها وجدت أو رأيت عجبا تسير وقت طويلا في أرض صحراء، ثم تنتقل إلى أرض رملية، ثم تنتقل إلى أرض حارة فيها حجارة منبثة على الأرض، ثم تنتقل إلى أرض جبلية بها جبال واطئة، ثم إلى جبال مرتفعة شاهقة، وكل ذلك في أرض واحدة. لا شك أن هذا أيضا آية من آيات الله عبرة لمن تذكر واعتبر.
وكذلك أيضا إذا نظرت إلى هذا النبات الذي تنبته هذه الأرض، فينبت كما شاء الله تعالى فتُنبت الأرض هذه أعشابا لا تنبتها الأرض الأخرى، وينبت في الصيف ما لا ينبت في الشتاء أو ما لا ينبت في الربيع، واللقاح واحد الذي هو الماء، والأم واحدة التي هي الأرض قال الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وإذا تأملنا في هذه المخلوقات عرفنا أن الذي خلقها هو رب العالمين، وأنه ما خلقها عبثا قال الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فنتواصى بأن نكثر من التأمل والتفكر في آيات الله وفي مخلوقاته.
ورد في حديث ذكره ابن كثير اسم> عند تفسير هذه الآية من سورة آل عمران: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم قال: ويل لمن قرأهن ولم يتفكر فيهن. وعيد وسئل بعض الرواة كيف نخرج من هذا الوعيد حتى نسلم من هذا الوعيد؟ فقال: أن يقرأهن وهو يعقلهن. يعني: كلما مررت بهذه الآيات فإنك تقرأها وأنت حاضر العقل وأنت متأمل متفكر فيها، لا تمر عليها وأنت غافل ساه منشغل القلب فإن في ذلك تعرض لهذا الويل. وما أكثر الذين يقرءونها وهم غافلون عنها، أو تقرأ عليهم وتقرع مسامعهم وهم لا يتفكرون فيها ولا يتذكرون إذا تفكروا.
والآن نواصل القراءة.
مسألة>